بعد أن ربط الجند يسوع ، تعاونوا جميعاً في جلده بأسواطهم 39 جلدة حسب القانون الروماني – وفي عرف هؤلاء الجنود القساة إن الجلدة التي لا تترك جرحاً عميقاً في جسم الرب الرقيق لا تحسب من عدد الجلدات. تأملوا يا أحبائي ظهر الرب يسوع بعد الجلدات... إنها جراحات متداخلة ودماء سائلة.
تأكدي يا نفسي سبب هذه الجلدات. فعدو الخير بعد أن يربط الإنسان يقوم بجلده. فمثلاً يربط الشاب بشهوة رديئة وبعد ذلك ينهال عليه بجلدات قاسية بلا رحمة ... جلدات نظرات شريرة، وأفكار شريرة، ، وأعمال شريرة...إلخ.
إن كل جلدة من هذه الجلدات تترك في نفس الإنسان جروحاً عميقة وعبودية أكثر للخطية وخضوعاً... وهذه الجروح العميقة يصعب شفاؤها. ويربط إنساناً آخر بمحبة المديح والكرامة، ثم ينهال عليه بجلدات محبة الذات وعدم الاحتمال والانتقام والاهتمام بالمظهر والرياء... وهذه كلها جلدات قاسية تترك جروحاً عميقاً في النفس... وهكذا.
يسوع يقول لنا يا أحبائي ليس هناك قوة في الوجود تقدر أن تجلدني إلا خطاياكم ومحبتي لكم. وتذكروا أن القديس بطرس قال عني : " الذي بجلدته شفيتم " ( 1 بط 2: 24 ) كذلك قال عني اشعياء النبي : " وبجراحاته شفينا " ( اش 52 : 5 ).
إن قسوة الجند الرومان في جلد الرب يسوع هي قسوة الشيطان في جلدنا لنسقط في الخطية... إذاً ، فجلدات الرب هي وحدها التي تشفينا من جراحات الخطية العميقة في النفس... ربما هناك خطية صنعتها من سنين بعيدة ولكن جرحها مازال ينزف وليس له شفاء إلا بالتأمل في جلدات الرب الشافية.
• عزيزي الشاب يا من تطلب الشفاء من جراحاتك... تأمل باستمرار في المسيح المجلود من أجلك.
• وأنت يا نفسي تذكري أن كل مرة تشفين فيها من جراحات قديمة إنما هذا ناتج عن جراحات الرب وجلداته من أجلك. لذلك أنحني يا رب تحت أقدام صليبك لا أكف عن تقبيلهما، وأتأمل جراحاتك، فاكشف فيها خطيتي فأبكي عليها وأنال منك الشفاء وأحبك...
• إن كنيستنا الحبيبة تعلمنا في كل صلاة أن نقول " كيرياليسون يا رب ارحم " 41 مرة نظير 39 جلدة ولإكليل الشوك والحربة . لكي تثبت في ذهني دائماً جلداتك المقدسة يا إلهي عندئذ أنال الشفاء من كنوز جراحاتك
وقفتنا اليوم هي تحت صليبك يا رب لنتأمل في عريك !؟ إن أول مرة يتحدث فيها الكتاب المقدس عن العري كان في سفر التكوين " تأخذ من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر " ( تك 3 : 7 )
فالعري هنا كان عرياً من النعمة وليس من اللباس. فالحية أبعدت آدم عن نعمة الله فأحس بعريه، وهذا ما فعله الشيطان بالإنسان النازل من أورشليم الذي وقع عليه اللصوص ( الشياطين ) وعروه... وتركوه بين حي وميت " مثل السامري الصالح " ( لو 10 : 30 ) .
فالإنسان المتكبر هو عريان من ثوب التواضع
والإنسان الشهواني هو عريان من ثوب الطهارة
والإنسان الغضوب والحقود هو عريان من ثوب المحبة
والإنسان المتكل على ذاته هو عريان من ثوب نعمة الله
يا نفسي هل أحسست بعريك ؟ بفقرك ؟ ببؤسك ؟
ألك شكل ومظهر ومواظبة على طقوس عبادتك و ...... إلخ.
ولكن ألا تحسين يا نفسي أنك عريانة ومكشوفة أمام الله.
من أجل هذا لما رأى الرب أن آدم مازال عرياناً، أرسل إبنه آدم الثاني – الذي تعرى وخلع ثيابه " أخلى ذاته وأخذ صورة عبد " ( في 2 : 7 ) – تعرى عن مجده ليصير إنساناً مثلي وجاء ووجدني عرياناً من التواضع فكساني بتواضعه ... ووجدني عرياناً من المحبة فكساني بمحبته لصالبيه ... ووجدني عرياناً من الاتكال على الله فكساني بطاعة الآب حتى الموت ... ووجدني عرياناً من الطهارة فكساني بقداسته إذ لم يفعل خطية واحده... حمل كبريائي وشروري وحقدي ونجاساتي وعصياني وكساني بثوب نعمته... أخذ الذي لنا فتعرى وأعطانا الذي له فكسانا.
عروك ليهينوك:
فالخطيئة عار وإهانة ، وأنت أتيت في شبه جسد الخطية لتدين الخطية في الجسد. كل خطية نصنعها يا رب بجسدنا تهينك وتعريك ، كل شاب يستخدم أعضاءه ( أعضاء المسيح ) في الخطية فهو يهينك ويعريك وكل شابة تعري ذراعيها وأرجلها ( جسم المسيح ) ( 1 كو 6 : 15 ) " هي تهينك وتعريك ".
يا ربي يسوع المسيح أطلب من أجل أخوتي الشبان والشابات الذين بدون إدراك يجرون وراء العالم فيعرون أجسامهم ( جسدك أنت ) وبذلك يهينوك ويعروك.
وعروك ليجلدوك :
إن الشيطان قبل أن يجلد أولاد الله يعريهم أولاً من كل نعمة وسلام ، وهذا ما حدث لنا فحمله يسوع عنا : تعرى، وربط، وجلد.
فالشيطان يعريني من محبتك ثم يربطني بمحبة العالم ثم يجلدني بالسقوط في شهواته. ويعريني من التواضع ثم يربطني بالكبرياء ثم بحب الظهور والسيطرة ويعريني من المحبة ثم يجلدني بجلدات الإساءة للآخرين. من أجلي أنا يا يسوع تعريت ثم ربطت ثم جلدت.
كيف غطى آدم عريه؟
صنع له آزاراً من ورق التين. وهذه هي طريقتك يا نفسي بعد أن تتعري من النعمة يدفعك كبريائك إلى الاعتماد على ذاتك وعد الرجوع للتوبة والاعتراف. يدفعك الشيطان للاعتماد على المظاهر دون انسحاق الروح.
أقف للصلاة أمام الآخرين وأمام نفسي وأصوم وأصلي بدون توبة وانسحاق لكي أستر القلب العريان من نعمة الإتضاع. أخدم كثيراً لأستر القلب العريان من المحبة والعريان من الطهارة.
آه يا نفسي ألست تعلمين أن عيني الرب تخترقان أستار الظلام.
ياربي يسوع لقد كنت مخدوعاً وظننت أني لست بعريان، وعندما تأملتك على الصليب عرياناً شعرت بغربتي فخجلت وأسرعت إليك لأشتري منك ثياباً ( البسوا الرب يسوع )، أحسست أنك من أجلي تعريت لتستر عريي...
البسي يا نفسي الرب لتكن لك رائحة يسوع وأعمال وروح يسوع
ولكن كيف ألبس الرب يسوع ؟؟؟؟؟؟