ابشركم بفرح عظيم ------------------------------------------------- قرات هذه القصة وجدتها رائعة وحبيت ان تقرأوها معي ايضا من فضلكم..
--رغم الليل الحالك الظلام والثلوج المتساقطة، أمسكت المرأة بيدي طفليها الصغيرين، وساروا في طريقهم للكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد، أما زوجها فبقي في البيت، إذ لم يكن مؤمناً... وبينما هو يعزي نفسه بالدفء ويراقب العواصف والبساط الأبيض في الخارج... أخذ يفكر بسخافة أولئك الذين يترددون على الكنيسة للاحتفال بميلاد طفل وديع يدعونه الله المتجسد.
وإذ به يسمع ضربات ما على باب بيته، فاهتم بالأمر وفتح الباب، فوجد عصفوراً يصارع الموت عند عتبة البيت... أمسك به ونظر حوله فرأى سرباً من الطيور الشقية تبحث عن خلاص من البرد القارس وعن ملجأ من قسوة الثلج، فأخذ العصفور المسكين وأشار بيديه لسرب الطيور ليتبعه إلى حظيرة الحيوانات التي بجوار البيت. ولكن بدون جدوى، فهي لا تفهم إشاراته ولا تعرف لغته، فدخل إلى البيت وأتى ببعض الطعام ووزعه في الطريق إلى الحظيرة، ولكن جهوده ذهبت عبثاً، هذا وبعد أن استنفذ كل ما بوسعه ان يعمل ولم يفلح، التفت إلى سرب الطيور وقال: "ليتني كنت واحداً منكم لأرشدكم للملجأ وأخلصكم.
وهنا تذكر كلمات زوجته، كيف أن الله صار كواحد منا لكي يخلصنا ويكون لنا ملجأ، فلم تكن هناك أية طريقة أخرى للخلاص، إلا أن يتجسد الله في وسطنا بشخص عمانوئيل، ربنا يسوع المسيح، ويعيش بيننا، مشابهاً لنا في كل شيء ما عدا الخطيئة، وقبل أن تنتهي احتفالات الميلاد في الليلة ذاتها ترك بيته مسرعاً في اتجاه الكنيسة، وعندما دخلها جلس بجانب زوجته ممسكاً بيدها وقائلاً: "كان لزاماً أن يصير الله كواحد منا ليخلصنا".
وسمع الكاهن يختم عظته بقوله: "لقد بشر ملاك الرب الرعاة بفرح عظيم، قائلاً: "انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب". (لوقا 2: 11)
لقد ولد الرب يسوع في مغارة حقيرة تاركاً أمجاد السماء. رضي وهو الإله أن يأخذ صورة عبد ويعيش بيننا ولأجلنا. ليحررنا من الخطيئة وعبودية إبليس اللعين، ويمنحنا الحياة الأفضل، الحياة الأبدية. وقد تمم ذلك بميلاده العجيب ومن ثمّ بموته على الصليب، لنؤمن به وننال الحياة الأبدية العتيدة.
المسيح ولد بيننا لكي يموت من أجلنا ويخلصنا، أفلا نقبل في قلوبنا لمن رنمت لميلاده ملائكة السماء قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"؟. ألا نقبل من قال عنه الآب أنه الابن الحبيب، الذي به سررت...؟ ألا نسرع ليسوع الوديع الذي يدعو قائلاً: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيري هيّن وحملي خفيف". (متى 11: 28-30)
الرب يسوع ينتظرنا فهو يقول: "هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي". (رؤيا 3: 20)
فليتنا نرفع صلاة صادقة إلى طفل المغارة الوديع، الإله المتجسد، ونسلم ذواتنا لعنايته المباركة، قائلين: "أيها الرب يسوع إننا آتون إليك طارحين أنفسنا عند أقدامك معترفين بخطايانا، وبمحبتك العجيبة، مؤمنين بك رباً وفادياً ومخلصاً وواثقين بوعدك، منتظرين رحمتك الكبيرة فإننا ندعوك يا طفل المغارة أن تسكن في قلوبنا الحقيرة وتجعل منها عرشاً لك وتكون ملكاً ورباً وإلهاً لحياتنا".
تعال بيننا، أقم عندنا، وخذ من قلوبنا لك مسكناً، وليكن ميلادك بداية جديدة لحياة أفضل