الاب فادي هلسا
تكثر تساؤلات الناس حول الحلال والحرام في كثير من الأمور الحياتية وخصوصا في المأكل والمشرب والملبس وأمور كثيرة لا بد من الإجابة عليها ووضع مقياس محدد تقاس عليه الأمور بوضوح تام . وسأرجع
من البداية .
لقد خلق الله السموات والأرض منذ البدء وخلق الإنسان وعاش آدم نباتيا في الجنة يأكل هو وحواء من ثمار الجنة مع وجود كافة الحيوانات حوله لكنه قليل المعرفة ولا يأكل من تلك الحيوانات بل فقط من شجر الجنة .
ونقرأ في سفر التكوين أن الله سمح بأكل اللحوم بعد الطوفان بأمره نوح بذبح الحيوانات الطاهرة كتقدمات لله وللأكل منها وتعامل الله مع عقل الإنسان البدائي لينال المعرفة بالتدريج .
لكن الإنسان بطبعه متهور ومستعجل دائما فقد أساء تلك المعرفة الإلهية وابتدأ يخطئ ويتعدى حتى بالعبادة ونسي خالقه وبدأ يأكل اللحوم بأنواعها الطاهر وغير الطاهر وأكل اللحم بدمه وأساء استعمال الخمر وأساء في كل شيء .
لكن الله لطول أناته ومحبته للبشر لم يتدخل مباشرة بل بالتدريج أرسل موسى والشريعة وميز بين ما يؤكل وما لا يؤكل وحرم دم الذبائح ووضع أصولا لكل شئ . لكن الإنسان استمر بالتمرد والعصيان لأن جذور الخطيئة لم تقتلع واستمر الرب في كل العصور يرسل الأنبياء والقضاة الصالحين لتوعية الضمير الإنساني ويمهدوا للخلاص المرتجى بالمسيح له المجد .
حتى الشريعة التي من الله أساء اليهود استعمالها وأضافوا ممارسات وغسل وفتاوى وبخهم المسيح عليها بشدة سواء في الوعظة على الجبل أو مباشرة وفي أكثر من مناسبة.
ثم أطلق المخلص رسله التلاميذ للكرازة وتلمذة الأمم وتعميدهم باسم الثالوث الأقدس وبرزت أمام الرسل العديد من المشكلات الحياتية تصدوا بالرد عليها مسوقين بالروح القدس وتأكد لدينا من سفر الأعمال ورسائل الرسول بولس وهذه كلها المصادر الأساسية في التشريع الكنسي أن ما هو حرام من المأكل هو المخنوق والدم وما ذبح للأوثان . هذا ما ورد في النصوص الإنجيلية المقدسة .
أما ما عدا ذلك فالقاعدة الأساسية في العهد الجديد واضحة الحرف يقتل أما الروح فيحيي فكلمات الحلال والحرام ثقيلة السمع في العهد الجديد لأن المسيح له المجد حررنا من ثقل نير الحلال والحرام وأصبح الحرام هو ممارسة الخطيئة والانغماس فيها واستبدلت تلك الكلمات بكلمات أقل ثقلا وهي يليق أو لا يليق فنسأل هل يليق الأكل حتى التخمة ؟ وهل يليق الشرب حتى الثمالة وفقدان التوازن . وهل يليق التبرج بالملابس والحلي الثمينة ؟ وهل يليق التفرج بغير اهتمام على أحزان الناس .
هذا هو المقياس الحقيقي لموازنة الأمور وهكذا ينبغي أن يسلك إنسان العهد الجديد عهد النعمة والفداء والخلاص المجاني في المسيح