الجميع كانوا رافضين فكرة الصليب، ولا شك أن الذي كان يدفعهم لمقاومة الصليب هو إبليس الذي كان يخشى أن يكون يسوع هو المسيح ابن الله الذي يسحقه بالصليب؛ لذا جربه قائلاً : " إن كنت ابن الله " وعندما اعترف بطرس بأن الرب يسوع هو المسيح ابن الله الحي هيجه الشيطان ليعارض الرب وليثنيه عن التفكير في الصليب.
وأيضًا عند الصليب هيج الشيطان الجموع ليطلبوا نزول الرب عن الصليب؛ وبحكمة الشيطان جعلهم يقولون : " انزل عن الصليب لنؤمن بك ".
ولكن، ما يدهشني هو أن الشيطان لم يستطع أن يهيج العذراء لتقول مثلهم، وبالرغم من أنها كانت أكثر المتألمين من رؤية الرب على الصليب إلا أنها الوحيدة التي لم تعطِ فرصة للشيطان ليتكلم على لسانها.
ليتنا نتشبه بأم النور التي فكرت قبل أن تنطق بأناتها العظيمة، ليتنا نفكر ونصبر لئلا يستغلنا الشيطان في تنفيذ خططه ولئلا يستخدمنا في الوقوف كمعطلات أمام تحقيق مشيئة الله التي بلا شك هي لنفعنا ولخلاصنا.