لقد خلق الله الإنسان في حالة البراءة لكي يتمتع بالعلاقة معه ويتحقق ما جاء في ( ام 8 : 31 ) " ولذاتي مع بني أدم " ولكن بخطية أدم دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية الموت ممن جعل ادم في حالة انفصال عن الله بسبب الخطية لأنه كيف لله القدوس والعادل أن يتعامل مع الإنسان الخاطي الأثيم . وقد جعلت (الخطية ) الإنسان في عداوة مع الله لذلك سال أيوب في العهد القديم قائلاً " ليس بيننا مصالح يضع يده علي كلينا ؟ ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه أذاً أتكلم ولا أخافه . لأني هكذا عند نفسي " ( أي 9 : 33 – 35 )
نري في الفصل التاسع من سفر أيوب تحير أيوب من جهة أشياء صعبة ففي البداية يسال " فكيف يتبرر الإنسان عند الله " ( أي 9 : 2 ) وهنا يسال عن وجود مصالح وفي الحقيقة إني التمس العذر لأيوب لأنه من أين كان له أن يفهم هذه الأمور التي لم تعرف بوضوح في العهد القديم لكن أظهرها لنا الرب بنعمته في العهد الجديد بكل وضوح وقبل ما أخوض في الموضوع أريد أن اتامل في هذا السؤال الذي طرحه أيوب ليس بيننا مصالح يضع يده علي كلينا أي الله و أيوب فمن هو الشخص الذي يستطيع أن يضع يده علي الله وعلي أيوب في نفس الوقت أني أشعر بكم هو صعب علي أيوب أن يجد أو حتى يتخيل الإجابة عن هذا السؤال وهو في عهد الظلال فمن يا أحبائي من أبطال العهد القديم يستطيع أن يأخذ هذا الوساطة فقد قال اليهو لأيوب " أن وجد عنده مرسل وسيط واحد من ألف ليعلن للإنسان استقامته " ( أي 33 : 23 ) وهنا أريد أن اذكر شروط المصالح الذي يلتمسه أيوب هو أن يكون : -
1- مساويا لله: - ولا يوجد شخصاً مساويا لله إلا الله أي أن الشخص يجب أن يكون الله لكي يستطيع أن يضع يده علي الله
2- إنساناً : - أي مثل أيوب حتى يمكن أن يضع يده علي أيوب
فمن يا أحبائي يتوفر لديه تلك الصفات في البشر سواء كان في العهد القديم أو في العهد الجديد وبعد ألاف السنين نري تدخل الله نفسه ليحل هذه المشكلة العصيبة التي تحير فيها أيوب وأيضا تحير أي شخص في العهد القديم وذلك بتجسده هو ليصنع المصالحة لنا نعم فهو الشخص الوحيد التي تتوفر فيه كل المؤهلات فمن ناحيةٍ هو الله حيث مكتوب " وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " ( 1 تي 3 : 16 ) وقال عن نفسه " صدقوني إني في الآب والآب في " ( يو 14 : 11 ) و أيضا " الذي راني فقد رأي الآب " ( يو 14 : 9 ) اكتفي بهذه الآيات التي توضح أن المسيح هو المساوي لله ( أي الله ) وأما من جهة انه إنسان فعلي سبيل المثال لا الحصر اذكر " فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس " ( عب 2 : 14 ) ومن هنا أمكن للمسيح أن يتمم المصالحة حيث أمكنه إن يضع يده علي الله لأنه هو الله وأيضا يضع يده علينا دون ما يحدث لنا شئ حيث لا يمكن للإنسان أن يري الله فقد قال الله لموسي " لان الإنسان لا يراني ويعيش " ( خر 33 : 20 ) وأيضا جاء في رسالة تيموثاوس الأولي " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية.آمين " ( 1 تي 6 : 16 ) لكنه كالإنسان أمكن لنا نحن أن نقترب منه وهنا أريد أذكر بعض ما جاء عن المصالحة في العهد الجديد ففي رسالة رومية " لأنه أن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه ... بل نفتخر بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة " ( رو 5 : 10 و 11 ) وذكر أيضا في رسالة كولوسي " وأن يصالح الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما علي الأرض أم ما في السموات " ( كو 1 : 20 ) والفت نظر القاري العزيز لكيفية تميم المصالحة وذلك بطريقة عادلة في نظر الله وهي موت الرب يسوع المسيح الكفاري علي عود الصليب وبدم صليبه . وأيضا جاء في رسالة كورنثوس " ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة . أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسباً لهم خطاياهم وواضعناً فينا كلمة المصالحة " ( 2 كو 5 : 18 و 19 ) وهنا نري الله أي الآب هو الذي صالحنا لنفسه عن طريق الشخص الوحيد كما ذكرت سابقاّ الذي أمكنه ذلك .
نعم فالابن هو الذي سر أن يصالحنا بعمله لأنه مكتوب " الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس عن يمين عرش الله " ( عب 12 : 2 ) وأيضا الله سر بان يصالحنا معه فمكتوب " أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن . إن جعل نفسه ذبيحة إثم يري نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح " ( اش 53 : 10 )
فهل صديقي القارئ قد تصالحت مع الله ؟ أن كان الإجابة نعم فاشكر الرب علي اهتمامه بك ومصالحته لك فانا وأنت الذين أغضبنا الله لكنه في نعمته هو الذي حل المشكلة وتمم المصالحة بينا وبينه وان كنت لم تتصالح معه حتى الآن فما عليك إلا أن تصلي له معترفاً بأنك أغضبته بخطاياك وتائباً وهو سيصالحك الآن أرجوك أفعل هذا الآن قبل فوات الأوان .
أمــين