مخاطر الضجيج على صحة الأطفال
في دراسة قام بها أطباء في جامعة لندن البريطانية، حذروا من أن الأطفال الذين يتعرضون لضجيج الطائرات بصورة دائمة قد يعانون من حالات توتر خطيرة تؤدي إلى ضعف مهاراتهم الذهنية وقدرتهم على التعلم. وقام هؤلاء الأطباء بمتابعة تأثير ضجيج الطائرات والطرق والازدحامات المرورية على النمو والتطور الذهني والإدراكي للصغار، على حوالي 3 آلاف طفل في سن التاسعة والعاشرة مسجلين في 98 مدرسة ابتدائية بجانب المطارات الرئيسية في كل من هولندا واسبانيا، بالإضافة إلى مطار هيثرو البريطاني، وإخضاعهم لاختبارات إدراكية وصحية خاصة. وأظهرت نتائج الدراسة حسب صحيفة العرب اونلاين، أن التعرض المستمر لضجيج الطائرات وحركة الطيران، أضعف القدرات الذهنية للأطفال ومهارات القراءة لديهم وأخَر نموهم بمعدل شهرين لكل زيادة في أصوات الضجيج بحوالي 5 ديسيبل وهي وحدة قياس الضجيج.
من جانب آخر، تقول مجموعة من علماء البيئة الصحية: || أن اجتماع عاملي الضجيج والمواد الضارة في الجو يعزز من مخاطر إصابة الأطفال بالربو والتهاب القصبات...||، وأجرى الباحثون دراسة حول علاقة الضجيج بالربو وتوصلوا إلى أن الأطفال الذين يعيشون في أماكن الضجيج الصناعية أكثر عرضة من غيرهم للربو والتهاب القصبات.
وفي دراسة أجريت على مجموعة من الأطفال الذين يعيشون في أماكن الضجيج ، تبين فيما بعد أن الأطفال الذين يعيشون قرب الشوارع السريعة هم الأكثر عرضة لذرات السخام الصادرة عن عوادم السيارات والضجيج الصادر عنها يصابون أكثر من غيرهم بالربو والتهاب القصبات المزمن. وقارن العلماء النتائج خلال 5 سنوات أيضا مع أطفال يعيشون في أجواء بيئية أكثر نقاء وأبعد عن مناطق الضجيج والتلوث البيئي وتوصلوا إلى أن هؤلاء الأطفال أقل عرضة من غيرهم لأمراض الجهاز التنفسي. كما أوضحت هذه الدراسة العلاقة بين الضجيج والربو، إن أن شدة الضجيج قرب نوافذ الأطفال المقيمين قرب مناطق الضجيج والتلوث ترتفع إلى 60 ديسيبلا، واتضح أيضا أن نسبة التلوث قرب هذه النوافذ ترتفع إلى 40 ميكروغراما من ثاني اوكسيد النتروجين في المتر المكعب، وهما نسبتان عاليتان قياسا بنتائج قياس هذين العاملين في المناطق الريفية.
هذا وحذر أخصائيون نفسيون في جامعة بيوردو الأمريكية، من أن الصخب والفوضى يضعف النمو الإدراكي والمهارات اللغوية عند الأطفال، وأوضح الدكتور ثيودور واشزأ أستاذ العلوم النفسية بنفس الجامعة، أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة إزعاج وفوضى أو ما يعرف ب "التلوث الضجيجي" يعانون القلق ويصابون بمشكلات في التنظيم والتكيف مع متغيرات الحياة وضغوطاتها.
وعرض الخبراء في مجلة "العلوم اليوم" الأمريكية، عددا من الاقتراحات لتقليل التشويش والضجيج في المنزل، وتشمل إطفاء جهاز التلفزيون إن كان هو السبب الأساسي وراء الضجة والصخب، لأنه قد يكون سببا مباشرا للخبل والاضطرابات الذهنية عند الأطفال أو إصابتهم بالذهول والارتباك، وإنشاء مكان هادئ لجلوس الأطفال وانفرادهم بأنفسهم والسماح لهم بالتعبير عن شعورهم واحتياجاتهم. كما ينصح الآباء بالقراءة لأطفالهم الصغار في أماكن هادئة حتى لا يتشتت ذهن الطفل، وتعليمهم كيفية ترتيب الملابس والألعاب ورفع الزائد منها وعدم وضعها جميعا في مكان واحد بحيث يتم استبدالها كلما سئموا منا للعب بها.