الشوارع المزدحمة تصيب الأطفال بالحساسية
كشفت دراسة طبية المانية تعرض الاطفال الذين يعيشون بالقرب من الشوارع المزدحمة للاصابة بمشكلات في الجهاز التنفسي وحساسية الانف الحادة «حمى القش» بمعدلات تفوق أقرانهم ممن يعيشون في المناطق الريفية.
وقال باحثون في مركز ابحاث البيئة والصحة في معهد علم الاوبئة في ميونخ إن الربو وحمى القش الناجمين عن المواد المثيرة للحساسية التي يحملها الهواء والملوثات ينتشران أكثر بين الاطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 4 و6 أعوام ممن يعيشون في المناطق التي تشهد كثافة مرورية عالية. وقال رئيس فريق البحث يواخيم هاينريش ان «الاطفال الذين يعيشون على مقربة للغاية من طريق رئيسي من المرجح أن يتعرضوا ليس فقط لجزيئات وغازات ناجمة عن الحركة المرورية، لكن أيضا لرذاذ قوي ربما يكون له تاثير سام بصورة كبيرة».
وأضاف ان: «نتائجنا تقدم دليلا قويا على الآثار السلبية لملوثات الهواء المتعلقة بالمرور للاصابة بامراض الحساسية الشديدة».
وشملت الدراسة الألمانية نحو 2900 طفل من ميونخ في سن الرابعة وأكثر من ثلاثة آلاف في سن ست سنوات لتحديد معدلات اصابتهم بالربو أو الحساسية المتعلقة بالتعرض فترة طويلة للتلوث الناجم عن المرور. وتم توزيع استمارات استبيان على الآباء حول تشخيص الامراض التنفسية لاطفالهم واعراضها واصابتهم بالربو وصعوبة التنفس والعطس والاكزيما (التهاب جلدي) وبالنسبة إلى الاطفال الذين يبلغون ستة اعوام يجرى اختبار لهم حول حساسيتهم للاطعمة. إلى ذلك، جرت ايضا قياسات لنوعية الهواء.
صلات إيجابية
وبعد مراقبة سمات فردية مثل اصابة الوالدين بالحساسية ووجود حيوانات اليفة وفحص عدد من الاخوة، توصل الباحثون الى صلات ايجابية رئيسية بين المسافة لاقرب طريق والالتهاب الشعبي وحمى القش والاكزيما والحساسية الشديدة.
وتوصل الباحثون إلى وجود علاقة بين القرب من الطريق ومخاطر الاصابة بالحساسية، حيث ان الاقرب إلى الطرق الرئيسية تزيد لديهم مخاطر الاصابة بالحساسية الشديدة بنحو 50 في المائة عن غيرهم.
وظهر وجود صلة قوية بين المسافة واقرب طريق رئيسي والنتيجة المترتبة على ذلك المتمثلة في الاصابة بمرض الحساسية.
وبين «ان الاطفال الذين يعيشون على مسافة تصل الى 50 مترا من شارع مزدحم تزيد احتمالات اصابتهم باعراض الحساسية مقارنة بمن يعيشون على مسافة ابعد من ذلك».